القائمة الرئيسية

الصفحات

تحميل كتاب أول الآتين من الخلف للدكتور بهاء الأمير

مقدمة الكتاب ومقتطفات منه:

الحمد لله خلق كل شيء بقدر، ويسر كل امرئ لما خُلق له، واصطفى من شاء لما شاء، وفضل بعضهم على بعض، فأعمى وأعشى ثم ذو بصر وزرقاء اليمامة، واختص عز وجل عباداً من عباده باختراق القرون والرؤية من خلال الغيوم والنفاذ إلى ما هو مكنون في الأذهان ومطوي في النفوس، والصلاة والسلام على سيد الثقلين، والمصطفى فوق المصطفين، وتلقى علمه من الملأ الأعلى، فانكشفت له الأزمنة، واجتمعت عنده الأمكنة، وتجلى أمام بصيرته الخبئ في الأذهان والأفئدة، وعلى آله وصحبه أجمعين. 

وبعد،

هذا هو الجزء الأول من كتاب: بلاليص ستان، وهو نهر كبير غزير المياه، وهذا الكتاب مع الجزء الثاني، وهو كتاب: بذور المشروع اليهودي في الشام، الجسم الرئيسي لهذا النهر، ورغم أن كتاب: أول الآتين من الخلف هو الأول في نهر بلاليص ستان الكبير، وبدايته زمنياً وتاريخياً، إلا أنه ليس منبعه، ولا البؤرة التي انفجر منها وتدفقت مياهه. 

ومنابع نهر بلاليص ستان والبؤرة التي انفجر منها، كانت رسالة من أحد الأفاضل، واسمه الرمزي الذي وقع به رسالته : Palestinianfromsafad ، وصلتني في شهر مايو ٢١٠٧م، وينتقد فيها مقاطع الفيديو التي عنوانها: مصر الماسونية، خصوصاً المقطع الخاص بجمال عبد الناصر، ويدافع في رسالته دفاعاً حاراً عن: "ما تمثله حالة عبد الناصر من ما يسمى بالناصرية والوحدوية وغيره، حتى لو كانت مبطنة بالاشتراكية"، ويتساءل، وفي سؤاله اتهام ضمني: "لم أقتنع بما أوردت من معلومات في حلقة عبد الناصر، فأنت كما نعلم عنك موضوعي عادل باحث عن الحقيقة بإخلاص ونية طيبة، أما المعلومات لم يكن فيها تأكيد علمي بحثي، وجميعها كانت تخمينات مرتبطة بأحداث، سؤالي أو أسئلتي: هل ما أوردت عن عبد الناصر معلومات مؤكدة سليمة أم تخمينات؟".

وبدأت في الرد على الأستاذ الفاضل صاحب الرسالة والنقد من عند جمال عبد الناصر، فظهرت مياه النهر وبدأت في الجريان رويداً، فلما وصل إلى الإخوان وجمال الدين الأفغاني، انفجر وتدفقت مياهه، وعند هندسة المعيار والميزان، ودور جمال الدين الأفغاني في كسرها من أسفل بالعوام وكتلهم، كان لابد من العودة إلى الخطوة الأولى وكسرها من أعلى بالسلطة ونفوذها، وهي الخطوة التي بطلها ورائدها بلا منازع أول الآتين من الخلف.

وهاهنا ازدادت مياه النهر غزارة، وصارت أمواجاً متلاطمة، وشقت فروعاً أخرى وقنوات جانبية، فكان مما تفرع منها كتاب: ولي الأمر المتغلب وهندسة المعيار والميزان، وكتاب: اليهود والحركات السرية في الكشوف الجغرافية وشركة الهند الشرقية البريطانية.

وأما نقطة انفجار نهر بلاليص ستان الكبير، فهي جزء من جسمه الرئيسي، ونرجو من الله عز وجل أن نعود إليه، ليكون الجزء الثالث في هذه السلسلة، ولنجيب فيه على أسئلة الأستاذ الفاضل واتهاماته، ونعرفه بحقيقة عبد الناصر، وهو ثاني الآتين من الخلف، ونكشف له ما لا يعلمه من خفايا سيرته، ولكي نقوم فيه بحل لغز جمال الدين الأفغاني وما يحيط بشخصه وأفكاره وما فعله في مصر من غرائب ومتناقضات، وهو جُب مظلم عميق الأغوار، وكل من كتبوا عنه مادحين أو ناقدين، لم يسبروا أغوار هذا الجُب، ولم تنكشف لهم حقيقته.

وكتاب: أول الآتين من الخلف، الذي بين يديك، يعالج الحملة الفرنسية على مصر، وما تلاها من وصول محمد علي باشا إلى السلطة فيها وحكمها، وتغيير مسار مصر والشرق كله من المسار الإسلامي إلى المسار اليهودي، وتحويله إلى محضن لليهود ومشروعهم الساري عبر التاريخ في الغرب، والحملة الفرنسية ووصول أول الآتين من الخلف إلى حكم مصر، لم تكن سوى نقلة كبرى في هذا المشروع، وزحف به من الغرب إلى الشرق. 

محمد علي باشا "أول الآتين من الخلف"

  لأن هذا الكتاب هو الجزء الأول من نهر بلاليص ستان تاريخياً وزمنياً، ويعالج الفترة التي تم فيها تغيير مسار الشرق واتجاهه، وانتقال المشروع اليهودي من الغرب إليه وتوطينه فيه، وبداية مساره اليهودي، فبعد أن سرنا فيه واستبانت ملامحه، أزلنا حواجز الحجم والمساحة وكم ستكون، والزمن وكم سيستغرق.

وباستثناء آخر أبواب الكتاب: الماسونية في عهد أول الآتين من الخلف، ومقدمته، التي كتبناها في شهر يناير ٢٠٢٠ م، فجميع أبوابه تمت كتابتها خلال الشهور الأخيرة من سنة ٢٠١٧ م، والشهور الأولى من سنة ٢٠١٨ م، ثم تركناه إلى كتاب: ولي الأمر المتغلب وهندسة المعيار والميزان، وكتاب: اليهود والحركات السرية في الكشوف الجغرافية، وكتاب: بذور المشروع اليهودي في الشام، قبل أن نعود إليه لكتابة بابه الأخير ومقدمته، ولذا ستجد أن تاريخ مقدمة كتاب: بذور المشروع اليهودي في الشام، وهو الجزء الثاني، سابق على تاريخ مقدمة كتاب: أول الآتين من الخلف، رغم أنه الجزء الأول.

وأول الآتين من الخلف، يبدأ بحملة نابليون على مصر، وبيان دوافعها المحجوبة في كتب التاريخ في بلاليص ستان وعند مؤرخيها الأميين، وهوية نابليون الماسونية، وعلاقة حملته على مصر، وعلاقته هو نفسه، باليهود وغاياتهم ومشروعهم.

ثم ينتقل الكتاب إلى محمد علي باشا، وهو ليس سوى نابليون آخر يتخفى في ثياب شرقية، وما فعله في مصر والشام ليس إلا تكرار وٕاعادة إنتاج لما فعله نابليون، أو أراد فعله ولم يتمكن منه.

والباب الأول من سيرة أول الآتين من الخلف، عن بلدة قولة في اليونان التي وُلد ونشأ فيها، وعلاقتها وعلاقة تجار التبغ فيها باليهود، يتلوه باب: أول الآتين من الخلف، وطريقة وصوله إلى السلطة وحكم مصر وهي كما سترى طريقة جميع الآتين من الخلف في تاريخها، ثم باب: مذبحة القلعة، وكشف أن الهدف منها، ومن الطريقة التي نفذت بها، لم يكن مجرد القضاء على خصومه ومنافسيه على السلطة من المماليك، غاية أخرى ستعلمها حين تصل إليها.

ثم باب: إزاحة الأزهر وأهل الحل والعقد من تركيب السلطة وتكوينها، ومن صدارة المجتمع وقيادة عموم الناس، وهي مسألة تبدو بسيطة بميزان الأميين، وتكاد تختفي وسط ما فعله أول الآتين من الخلف من أعمال يحتفل بها هذا الميزان الأمي، ولكنها في الحقيقة المسألة المركزية التي يدور حولها كل ما فعله، لأن المشروع اليهودي، كما ستعلم من هذا الكتاب ومن جزئه الثاني عن بذور المشروع اليهودي في الشام، ما كان له أن يبدأ ولا أن يسير ثم يكتمل إلا بتهيئة الشرق له، عبر إزاحة الإسلام، وكسر هندسة المعيار والميزان، والإطاحة بالطبقة القوامة عليه ولا تبادل به من السلطة وصدارة المجتمع، وتحويلهم إلى طبقات من المنتفعين والموظفين وحفظة الأكلشيهات، لكي تكون وظيفتهم الوحيدة هي الترويج لما تريده السلطة، أياً كان، وٕاحلال أبناء الغرب ومن تكونوا في مدارسه وجامعاته، وصاروا يرون الوجود ويفهمون الحياة بمنظاره وميزانه، محل الأزهر وأهل الحل والعقد، في تركيب السلطة وصدارة المجتمع وقيادته. 

وبعد ذلك باب: البعثات العلمية إلى فرنسا وصاحب فكرتها، وغرضه الحقيقي منها، ألا وهو صناعة هوية أخرى لمصر غير هويتها المسلمة وإلحاقها بالغرب وتحويلها إلى تابع له وحدى أدواته في الشرق، وباب: المدارس، وهوية السان السيمونيين، ولماذا جاؤوا إلى مصر، وكيف كانت المدارس والمشروعات الهندسية وسيلتهم للوصول إلى غايتهم وليست الغاية نفسها.

ثم باب: قناة السويس والديون، وبيان أن حفرها عبر التاريخ مشروع يهودي ماسوني، هدفه فتح الشرق أمام تجار الغرب وأساطيله، وتسهيل السيطرة عليه، ثم باب: حروب أول الآتين من الخلف، وحملته على الشام، كما ستعلم، هي حربه الحقيقية التي أرادها، وكل حروبه قبلها كانت تمهيداً لها وٕاعداداً من أجلها.

وآخر أبواب الكتاب، هو كتاب: الماسونية في عهد أول الآتين من الخلف، وقد جعلناه آخر أبواب الكتاب، لأن الماسونية والحركات السرية، ليست هي الدائرة من دوائر عالم السر والخفاء الفاعلة في تكوين أول الآتين من الخلف، وفي فهم دوافعه وتفسير سياساته وما فعله في مصر والشام، بل دائرة أخرى ستعرفها وأنت ترتحل مع الكتاب.

ولله الحمد أولاً وآخراً

دكتور بهاء الأمير

القاهرة

٢٠ جمادى الأولى ١٤٤١ هجرية/ ٢٠ يناير ٢٠٢٠ ميلادية

تحميل كتاب أول الآتين من الخلف للدكتور بهاء الأمير 

حمل الكتاب من أحد الروابط التالية: 

https://drive.google.com/file/d/1_1jvcgwooTq2-Gc4Kiw_RJeonFlY8Io3/view 

 https://archive.org/details/20200526_20200526_1908/page/n467/mode/2up