مقدمة الكتاب
الحمد لله الذي أنزل وحیه میزانا وٕابانة، ونوراً ورشداً وعصمة من الضلالة، والصلاة والسلام على المبعوث به رحمة ورأفة وهدایة، وعلى آله وصحبه الرحماء بینهم، وعلى الكفار أشداء وزیادة.
وبعد،
فقد وصلني منذ سنوات سؤال یقول صاحبه: " دكتور بهاء، إني أشك في أصول عائلات عندنا في المغرب یشاع أنها یهودیة وتدّعي الإسلام، وهي ذات نفوذ، فاسدة، توالي الیهود ومتحالفة مع النظام، أسماؤها على سبیل المثال لا الحصر: بنونة، برادة، بنجلون، الفاسي، الفهري، بناني، الصقلي، أریدك أن تنصحني من فضلك أین وكیف أبحث عن حقیقة أصول هذه العائلات؟".
وأجبت على السؤال في حینها بإجابة موجزة، عن علاقة الیهود التاریخیة بالمغرب، وآثارهم وآثار القبالاه فیها، وأشرت في الإجابة إشارة عابرة إلى الماسونیة في المغرب وصلة الیهود بها وموقعهم منها.
وبعدها وصلني سؤال آخر یقول صاحبه: "دكتور بهاء، أنا من المغرب أیضا ، ولم أسمع قط بمحفل ماسوني في المغرب، فهل هذه المحافل تتخفى وراء غلاف ما، وكیف السبیل للوصول إلیها، ومعرفة مكوناتها ونشاطاتها وأفرادها؟" وأجبت السائل الثاني بإجابة موجزة أیضاً عن تاریخ الماسونیة في المغرب، وعن وضعها الحالي.
وبعد أن وصل قطار التطبیع مع الدولة البني إسرائیلیة إلى المغرب، عدت إلى النواة الموجزة التي كتبتها رداً على الأسئلة عن الیهود والماسونیة في المغرب، فوضعتها تحت المیكروسكوب، فزاد حجمها، وبان من تفاصیلها ما كان خافیاً، ثم أضفت إلیها باباً عن الصهیونیة ونشاطها في المغرب، وباباً آخر عن تاریخ التطبیع مع الدولة البني إسرائیلیة في المغرب، فكان هذا الكتاب.
ولا شيء یكون إلا بقدر، ولا ظهور له سوى في أوانه المقدر.
ولله الحمد أولاً وآخراً.
دكتور بهاء الأمير
كتاب اليهود والماسونية في المغرب للدكتور بهاء الأمير
