القائمة الرئيسية

الصفحات

تحميل كتاب الرقيق في الإسلام وتجارة العبيد في الغرب للدكتور بهاء الأمير

مقتطف من مقدمة الكتاب 

الحمد لله الذي كرم بني آدم وفضلهم على كثیر ممن خلق تفضیلاً، واقتضت حكمته وعدله أن یكون رباطهم به الإیمان به وطاعته، وأن ینظر سبحانه وتعالى إلى قلوبهم وأعمالهم لا إلى صورهم وأنسابهم، وأن یكون میزانه في تفضیل بعضهم على بعض أن أكرمهم عنده عز وجل أتقاهم، والصلاة والسلام على الذي اصطفاه وأرسله رحمة للعالمین، وأسوة للناس أجمعین، فكان هدیهُ أن البشر جمیعاً سواسیة، فكلهم لآدم، وآدم من تراب، وأنه لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأحمر على أسود، إلا بما وقر في القلوب وصدقه العمل.

وبعد،

فقد وصلتني رسالة تحوي سؤالاً وهواجس، یقول صاحبها، وقد أرسلها باسم رمزي، هو:fake shadow : "لدي سؤال ووسواس مهم یجري للأسف في قلبي، مضمون الوسواس أن العقائد من صنع الیهود والعرب، لأ ن هذین الصنفین لا یحبون إلا الریادة والجثوم على رأس الأمم واستعبادهم، ذكرت یا دكتور بهاء أن أول من بدأ تجارة العبید لأ وروبا والقارات الجدیدة، كانوا من منظمات الماسونیة الیهودیة في البرتغال، لكن أیضا بعد سقوط الأندلس تلك المنطقة كانت بؤرة تجمع الیهود والمسلمین العرب الذین یحبون الاتجار بالعبید، فكم نصب الیهود والعرب أسواق نخاسة لبیع العبید في كینیا وتنزانیا إلى عمان، بل سمعت أنه عندما فتح المسلمون مصر اشترطوا علیهم إرسال عبید كجزیة، بل في لیبیا یقوم بعض العرب بالقبض على الأفارقة الراغبین بالذهاب إلى أوروبا وٕاعادة أیام الرقیق وبیعهم شرط مرورهم.

یقول ابن تیمیة في أحد كتبه إن جنس العرب مقدس، لیس فقط لأنه محل اختیارهم للرسالة، بل مقدس لذاته، بل من أهم أسباب سقوط الخلافة العثمانیة رغبة العرب في استرداد الریادة والسیادة والحكم. ثم یا أخي هناك إشكال كبیر، إذا كان دیننا یجفف منابع استعباد البشر ویضیقه ویحصره في الحرب، فكیف لا یشترط التأكد من سیاسة شراء العبید، إذ إن كثیراً ممن یتم شراؤهم، خاصة من إفریقیا، أناس مخطوفون من أهالیهم، أو تم قطع الطریق علیهم، أو إغارة قبیلة على أخرى من دون حرب، فقط لسرقة أموالهم ودیارهم واستعبادهم، فیشتریه المسلم، كیف هذا، بل وكان یشترون شخصا مخصیاً؟

أرجوك لا تقل لي إنه موجود في أمم أخرى سابقة، أو الممالیك حموا الإسلام، فماذا تقول في هذا یا دكتور بهاء؟"

والإجابة عن هذه التساؤلات والهواجس، التي أثارتها الفوضى المعلوماتیة التي خلقتها وسائل الإعلام وشبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وتصَدُّر أي أحد للكلام في أي شيء، دون أدنى معرفة حقیقیة بأي شيء مما یتكلم فیه، ودون أن یجهد نفسه في دراسته، الإجابة عن هذه التساؤلات، تحتاج إلى أسلوب آخر، غیر الأسلوب التقلیدي المكرور، الذي ینقل فیه كل لاحق عن سابقه، ویقوم على تسمیع أحكام الإسلام في الرقیق، ووصایته بهم، وعمله على تحریرهم.

الإجابة على هذه التساؤلات والهواجس تقتضي أولاً وقبل أي كلام آخر، تخلیص مسألة الرقیق وأحكامهم في الإسلام وموقعهم من تاریخه، من التباسها بمسألة تجارة العبید في الغرب، وتحریرها من الصورة النمطیة التي صارت تلتصق بأذهان عموم البشر عن هذه التجارة، ورسختها فیها الروایات والأفلام.

ولذا كان الكتاب كله مقارنة بین الصورتین، أو وضع كل منهما في مرآة الأخرى.

یبدأ الكتاب بباب: الرقیق في الإسلام، یتلوه باب: تجارة العبید في الغرب، وباب: الیهود وتجارة العبید، والیهود هم سادة هذه التجارة في الغرب في كل عصورها.

ثم باب: تحریر الرقیق في الإسلام، ولماذا كان منهجه في هذا التحریر یقوم على التدرج الزمني الطویل، فباب: تحریر العبید في الغرب وكیف كان.

ثم باب: دوافع تحریر العبید في الغرب، وهي كما ستعلم دوافع لا علاقة لها بالأخلاق ولا الإنسانیة، بل على خلاف ما هو شائع كان هذ التحریر ضرورة اقتصادیة حتَّمها تطور الآلات والصناعة، والأهم من ذلك أن تحریر القوى الأوروبیة للأفارقة كان مقدمة لاستعباد القارة الإفریقیة كلها، بما فیها ومن علیها.

أما في القارة الأمریكیة، فكان تحریر العبید إبان حرب الاستقلال، ورقة سیاسیة حربیة تضغط بها ولایات الشمال الصناعیة التي یقوم اقتصادها على الآلات، على ولایات الجنوب الإقطاعیة التي یقوم اقتصادها عل أیدي العبید العاملة.

(للاطلاع علي المزيد حمل كتاب  الرقيق في الإسلام وتجارة العبيد في الغرب ) 

دكتور بهاء الأمير : كتاب الرقيق في الإسلام وتجارة العبيد في الغرب  

حمل الكتاب من هنا  

https://archive.org/details/20210501_20210501_2254