القائمة الرئيسية

الصفحات

تحميل كتاب الأمازيغ والفتوحات الإسلامية للدكتور بهاء الأمير

مقتطف من مقدمة الكتاب: 

الحمد لله یصطفي من یشاء من عباده، وهو تعالى أعلم حیث یجعل رسالته، والصلاة والسلام على النبي الأمي الأمین، المبعوث للناس كافة ورحمة للعالمین، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى یوم الدین، ومن أمم الأرض أجمعین.

وبعد،

 فقد وصل إليَّ سؤال، یقول صاحبه واسمه Wajih : "دكتورنا الفاضل، أرجو منك الإجابة على استفساري إن كان فیه ما یستدعي تنبیها للوعي أو تصحیحا للفهم، وهو بخصوص حقیقة ما یقوله المنادون بالهویة الأمازیغیة عن الصحابي عقب ة بنِ نافع، حیث جعلوه سفاحا بالنسبة للبربر والأمازیغ، ویتفاخرون بكُ سَیلة والكاهنة، وكذلك عن السبب والغایة الحقیقیة وراء إشعال ص ا رع الهویة (بربر-أمازیغ-عرب) الذي اجتاح موافع التواصل الاجتماعي بین الدول العربیة". 
وموقف الأمازیغ أو البربر من الفتوحات الإسلامیة، هو في حقیقته موقفهم من الإسلام والعرب والعربیة، وهي كلها، كما ستعلم، لیست إلا ج زءًا من مسألة أكبر وٕافرازاً من إفرازتها العدیدة، وهذه المسألة الأم هي تفكیكُ بلاد الإسلام، وٕاذابة رابطته من بینها، وٕاسقاط عقیدة الأمة الواحدة، وٕاحلال العقیدة القومیة محلها، وضرب الحواجز النفسیة والاجتماعیة واللغویة والقانونیة والسیاسیة بین بلدانها وشعوبها، وٕالحاقها جمیعا ، منفردة وفرادى، بالغرب.
وهذه هي الغایة الحقیقیة التي هبطت الإمب ا رطوریات الماسونیة على الشرق من أجلها، لكي تحوله إلى محضن للمشروع الیهودي ووسط قابل لاستیعاب الیهود وٕاقامة دولتهم ثم تمددها.
فمسألة البربر أو الأمازیغ وجه من المسألة الكبیرة التي من وجوهها الأخرى مسائل الأكراد والأتراك والأقلیات الدینیة والعرقیة في كل بلد من بلاد الإسلام بعد سقوط عقیدة الأمة الواحدة وتفككها.
وأول وجوه هذه المسألة الكبیرة وأكبرها وفي قلبها مسألة العرب أنفسهم، هم ودولهم العاجزة وما بینها من خلافات وص ا رعات، والإمب ا رطوریات الماسونیة التي وضعت بسیاستها وسطوة جیوشها بذور هذه المشاكل جمیعها، ثم تعهدتها وروتها، هي نفسها التي صنعت دول العرب وهندست خریطتها و خلَّقت ساستها ونخبها.
واستراتیجیة الإمبراطوریات الماسونیة العمیقة والرئیسیة، من أجل تفكیك عقیدة الأمة الواحدة، والتي كانت محور سیاساتها القانونیة والإداریة والتعلیمیة والإعلامیة في كل بلد هبطت علیه من بلاد الإسلام، بما فیها بلاد العرب، هي العمل على القفز بها خلف الإسلام، والعودة بها جمیعا إلى أوضاعها والصورة التي كانت علیها قبل ظهور الإسلام، عبر بعث ما كان من تاریخها قبل الإسلام وتمجید أبطاله وشخوصه، وتحویلهم إلى رموز ونماذج ملهمة، وٕاحیاء عاداتهم وأعیادهم، ثم احتضان ناشئة من كل بلد، وهم فارغ وصفحة بیضاء لم یتكون فیها شيء، والسعي من خلال التعلیم والإعلام إلى وصلهم ذهنیاً ونفسیاً ومعرفیاً بهذا التاریخ، وتجاوز الإسلام وٕازاحته به، وتربیتهم على الانتساب لشخوص هذا التاریخ وأبطاله والفخر بهذا الانتساب واستلهامهم واتخاذهم رموزاً، من باب أنهم أجدادهم، وعلى الاحتفاء والاحتفال بعاداتهم وأعیادهم، ویواكب ذلك إسقاط جمیع المعاییر والموازین العقائدیة والأخلاقیة والقیمیة في الحكم على هذا التاریخ وهؤلاء الأجداد.
فحقیقة ما فعلته الإمب ا رطوریات الماسونیة في الشرق، هو أنها نقلت بلدانه كلها من العقیدة الإلهیة ورابطة الإسلام إلى العقیدة الجاهلیة ورابطة الآباء والأجداد، وهي نفسها العقیدة البني إسرائیلیة التوراتیة، وهي إفساد بني إسرائیل في الأرض كلها، وٕاطاحتها بالعقیدة الإلهیة هو علوهم الكبیر، كما فصلنا لك في كتابنا: شفرة سورة الإسراء.
ثم تكون المرحلة التالیة، أن تتولى النخبة التي صنعتها الإمبراطوریات الماسونیة في كل بلد استكمال إزاحة العقیدة الإسلامیة بالعقیدة القومیة، وٕاحلال الأعراق والدماء محل الدیانة والرسالة، من خلال ما ورَّثته لها هذه الإمب ا رطوریات من مؤسسات سیاسیة، ونظم تعلیمیة وٕاعلامیة، ووسائل أدبیة وفنیة، وبامتطاء كتل العوام العمیاء بالشعارات والهتافات، وبالرقص والأغاني، وما یبتكرونه من أعیاد واحتفالات.
وبهذه النقلة، وحلول عقیدة الأجداد الجاهلیة محل عقیدة الإیمان الإلهیة، صار أهل مصر بعد القفز خلف الإسلام، ووصلهم ذهنیاً ونفسیاً ومعرفیاً بالمصریین القدماء، وتربیتهم على تقدیسهم، یمجدونهم ویفخرون بالانتساب إلیهم ویتخذونهم رموزاً ویُرضَعون سیرتهم على أنهم أبطال، وهؤلاء المصریون القدماء كانوا قوماً وثنیین، وٕاباحیین منحلین، یعبدون الأصنام والشمس والقمر، وینكحون أخواتهم، وأحیاناً بناتهم، ورمسیس الثاني الذي یحمل اس مه أكبر میدان في القاهرة، نكح ثلاثاً من بناته!!
وكذلك البربر بعد أن بعثت فرنسا الجاهلیة فیهم، وربت ناشئة منهم علیها، وقفزت بهم خلف الإسلام، ووصلتهم بالضالین من آبائهم وأجدادهم، فصاروا یقدسونهم ویتخذونهم رموزاً ویفخرون بالانتساب إلیهم، ویسعون إلى إحیاء لغتهم وتقالیدهم، ویطیحون في طریقهم إلى ذلك بالإسلام ورسالته، ویسعون لإخراج البربر منه، لأنه جاءهم من جهة العرب الذین یمقتونهم لأنهم قاتلوا هؤلاء الأجداد الضالین وقتلوهم، ویُكرِّهون عموم البربر في العربیة، لأنها لغة هؤلاء العرب، وهي لغة القرآن والوحي، وأحلوا محل العربیة لهجات البربر غیر المكتوبة وخط التیفیناغ البائد الذي لم تكتب به ورقة واحدة بخصوص أي شئ، واستخرجوه، أو استخرجه لهم الفرنسیون من النقوش التي على المقابر، وأسقطوا التقویم الهجري الذي یبدأ بهجرة محمد رسول الله وٕاقامة الدولة النبویة، لأنه تقویم العرب، وابتكروا، أو ابتكرت لهم فرنسا، تقویما أمازیغیاً لیحل محله، وبدأوه بوصول شیشنق اللیبي إلى حكم مصر وتأسیسه للأسرة الثانیة والعشرین، لأنه من البربر، وجعلوا شیشنق نفسه رموزاً للهویة الأمازیغیة، وهو وثني من عبَدة الأصنام والشمس والقمر، والسنة التي اتخذوها بدایة للتقویم الأمازیغي، وجعلوا عموم البربر یحتفلون بها، هي السنة التي أعلن فیها شیشنق نفسه حاكماً على مصر باسم: شیشنق مري أمون، أو شیشنق محبوب أمون، ونصب ابنه أوبوت كبیراً  لكهنة آمون.
ومن أعجب وسائل الفرنسیین في فصل البربر عن الإسلام وتاریخه، وٕاقامة الحواجز بینهم وبین العرب، وفي تخلیق هویة منفصلة لهم عن أمة الإسلام، ما بثوه في رؤوس من ربوهم من ناشئة البربر، وتعهدوهم حتى صاروا قادتهم، من أن اسمهم الذي عُرفوا به عبر آلاف السنین، وصار علما علیهم عند جمیع الأمم، لیس اسمهم، وأن لهم اسماً آخر وكانوا یجهلونه طوال تاریخهم، والأعجب أنهم أقنعوهم بذلك وصیَّروه عقیدة راسخة في نفوسهم وهم یخبرونهم في الوقت نفسه أنهم لا یعرفون المعنى الحقیقي لهذا الاسم الآخر ومن أین أتى، وهو ما یزیدك یقیناً بما أخبرك الله عز وجل في كتابه، مِن أن مِن البشر من هم كالأنعام بل هم أضل سبیلا .
فالاسم الذي عُرف به البربر عند جمیع الأمم التي كان لها صلة بهم، وصار علماً علیهم عبر التاریخ، وحتى سبعینیات القرن العشرین، هو البربر، وهو الاسم الذي كان یطلقه الرومان على جمیع الشعوب والقبائل غیر الرومانیة الأصل في إفریقیا وآسیا وفي أوروبا نفسها، ولكنه صار علماً على شعوب شمال إفریقیا وقبائله، ولم یكن لهم قبلها اسم جامع یشملهم جمیعا ، لأنه لم یوجد في أي حقبة دولة ولا نظام عام یجمع هذه الشعوب والقبائل كلها معا .

 كتاب الأمازيغ والفتوحات الإسلامية للدكتور بهاء الأمير

حمل من هنا  

https://archive.org/details/20210801_20210801_1941

 

استمع للكتاب مقروءًا بصوت دكتور بهاء الأمير  

ج1 بلاليص ستان, طراز من الأمازيغ: https://www.youtube.com/watch?v=WLJYiEAnGVE

ج2 مشكلة المصادر, قبل الفتح: https://www.youtube.com/watch?v=UXOWxtuPaPs

ج3 سفيه الأمازيغ وتفسير الفتوحات: https://www.youtube.com/watch?v=EXtMEZPmWnY

ج4 من مصر إلى تونس في مواجهة الروم لا البربر:

 https://www.youtube.com/watch?v=P0UZhKnBq68

ج5 عقبة وكُسَيْلة: https://www.youtube.com/watch?v=W457QqBMz8s

 ج6 الكاهنة في مواجهة أبنائها, البربر في رحاب الإسلام: 

https://www.youtube.com/watch?v=6ugC4eywn90

ج7 مقدمة الكتاب, اسم الأمازيغ: https://www.youtube.com/watch?v=AAKTqxq5uLw